-A +A
نجم الدين أحمد ظافر
أتذكر عندما كنا صغاراً كيف أن بكرة هو يوم جميل نسعد به جميعاً بدءاً بذهاب الوالد لعمله ونحن إلى المدرسة أو الجامعة، وحتى فترة ما بعد التخرج كانت اياماً جميلة نشعر فيها بالاطمئنان والحب والسعادة، لم يكن يعكرها شيء إلا إذا حدث طارئ داخل العائلة تكون الأيام كفيلة بمداواته.
أما اليوم فقد تبدل الحال وزال هذا الشعور بل انعكس 180 درجة فأصبح الخوف من بكرة سمة عامة للجميع، فالموظف الذي لايستطيع بمرتبه أن يغطي مستلزماته يخاف من بكرة، والأب الذي يريد ان يرى بناته سعيدات في بيت الزوجية خائف عليهن من شباب الجيل الجديد كما يخاف على اولاده ويخشى عليهم من صحبة السوء، والتاجر الذي اصبح تحت رحمة اسعار البورصة يخاف القوانين المستحدثة كل يوم، والمساهم الذي لم يعد احد يعرف تحت اي آلية يعمل سوق الاسهم يخاف أيضاً من القوانين المستحدثة كل يوم، وجديد الطوفان الإعلامي أصبح مخيفاً حتى طغى على كل سلوكيات المجتمع، حتى الدول اصبحت تخاف من بكرة، فلا أحد يعرف ما ستؤول اليه الصراعات الإقليمية والدولية او ظاهرة الاحتباس الحراري و....و.....و......
هذه امثلة لمعاناتنا كأفراد وشرائح المجتمع من مواجهة بكرة خوفاً من نتائجه.
فما الذي حدث وغير الاتجاهات داخل البيت والعمل والبلد والإقليم والكرة الأرضية بكاملها، هل هي الحضارة ام المادة؟ ام هي سنة الحياة، وهل اقتربنا فعلاً من النهاية؟ أم إننا امام المجهول!!
الأسئلة كثيرة والتفسيرات لدى البعض قد تكون منطقية لكن النتيجة واحدة وهي أن ايام زمان ليست كأيامنا الحالية وراحة البال لم نكن نقدر قيمتها ولاطعمها إلا بعدما عشنا القلق وهاجس الخوف من بكرة.

najmzafer@hotmail.com